فن

صار صوت الشاشة.. وليد الصالحي يجمع بين الموسيقى التصويرية والتمثيل

في مسيرة فنية حافلة بالإبداع والتجديد، يخطو الفنان وليد الصالحي خطوة جديدة نحو آفاق غير مسبوقة، مزيّنة بلمسات من التراث التونسي الأصيل وروح العصر الحديث. هذه المرة، يطلّ الصالحي على جمهوره من بوابة الدراما التلفزيونية، حيث يشارك كـضيف شرف في مسلسل “الزعيم”، الذي يُعرض خلال شهر رمضان على قناة “تلفزة تي في”.

لكن دور الصالحي لا يتوقف عند التمثيل فقط، بل يمتد ليشمل إشرافه على الموسيقى التصويرية للمسلسل، وأداء شارة البداية والنهاية (الجينيريك)، وهي أغنية من كلمات وألحان بشير ولد صالحة. بالإضافة إلى ذلك، سيقدم الصالحي مجموعة من الأغاني التي أُنتجت خصيصًا لهذا العمل الدرامي، والتي تتناغم مع السرد الدرامي للأحداث، حيث كتب كلماتها معز الدادسي، ولحنها الصالحي نفسه.

في حديثه عن هذه التجربة، كشف الصالحي أن الاتفاق الأولي كان يقتصر على مشاركته كـمغني فقط، لكن الفكرة تطورت لاحقًا لتشمل مشاركته كممثل. هذا التطور يعكس ثقة المنتجين في قدراته الفنية المتعددة، والتي لا تقتصر على الغناء، بل تمتد إلى التمثيل والإشراف الموسيقي. وهكذا، يصبح الصالحي ليس فقط صوت المسلسل، بل أيضًا روحه الفنية التي تتنفس من خلال الموسيقى والأداء.

“اش جرالي”: عودة إلى الأصالة بروح معاصرة

بالتوازي مع مشاركته الدرامية، يطرح الصالحي أغنية جديدة بعنوان “اش جرالي”، والتي أطلقها على قناته الخاصة على يوتيوب. الأغنية، التي كتب كلماتها وألحانها بشير ولد صالحة، تم تصويرها على طريقة الفيديو كليب، لتكون الإصدار الثاني للصالحي خلال شهر فبراير، بعد أغنية “نعيش ونتعلم” التي حققت نجاحًا لافتًا بتجاوزها نصف مليون مشاهدة على اليوتيوب في غضون 15 يومًا فقط.

في “اش جرالي”، يعود الصالحي إلى جذوره الفنية، حيث يعتمد على آلة المزود في التوزيع الموسيقي، مؤكدًا أن هذه الأغنية تمثل العودة إلى الفن الشعبي الأصيل وروحه العذبة. هذه الخطوة تُظهر تمسك الصالحي بتراثه التونسي، مع إضافة لمسات معاصرة تجعل الأغنية جسرًا بين الماضي والحاضر. ومن المثير للاهتمام أن “اش جرالي” تختلف كليًا عن أغنيتيه السابقتين، سواء من ناحية الكلمات أو اللحن أو التوزيع، مما يؤكد تنوع الصالحي الفني وقدرته على تجديد نفسه دون أن يفقد ارتباطه بأصالته.

بورتريه فني: بين التراث والحداثة

وليد الصالحي ليس مجرد فنان، بل هو حكاية متجددة من الإبداع والتفاني. من خلال مشاركته في “الزعيم”، يثبت أن الفن لا يعرف الحدود، وأن الموهبة الحقيقية قادرة على تجاوز التصنيفات لتلمس قلوب الجمهور بكل أشكالها. أما في “اش جرالي”، فيعود بنا إلى روح المزود، تلك الآلة التي تحمل في نغماتها حكايات الأجداد وتراب الأرض، ليقدمها بقالب عصري يلامس وجدان الشباب.

الصالحي، بكل تجاربه الجديدة، يبدو كـفنان شامل، يجمع بين الغناء والتمثيل والإشراف الموسيقي، ويجسد بذلك روح الفنان العصري الذي لا يخشى التجريب، بل يجعله جزءًا من هويته الفنية. إنه الفنان الذي يحمل تراث بلاده في قلبه، ويعيد تقديمه للعالم بلمسة عصرية، ليصبح بذلك سفيرًا للأصالة في عالم يتسم بالتغير السريع.

في النهاية، يبقى وليد الصالحي صوتًا متفردًا في الساحة الفنية التونسية والعربية، يجمع بين الماضي والحاضر، ويقدم لنا فنًا لا يعرف التوقف عند حدود، بل يتجدد دائمًا ليحلق بنا في فضاءات من الجمال والإبداع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى