تكنولوجيا

الخروقات الإلكترونية التي تهدد حسابات وأجهزة المستخدمين.. أي حلول للتوقي منها 

بالتزامن مع ما يشهده العالم من تطور متسارع في التقنية ، أصبحت الخروقات الإلكترونية تشكل تهديدًا متزايدًا يمكن أن يطال حسابات المستخدمين وأجهزتهم الشخصية، ومع تقدم التكنولوجيا، تتزايد أيضًا الأساليب التي يستخدمها المهاجمون لاختراق البيانات الحساسة، مما يستدعي ضرورة فهم هذه التهديدات وكيفية التصدي لها.

نعم، حيث صارت الهجمات على البنية التحتية الحيوية تحديًا متزايدًا في عالم الأمن السيبراني، حيث تستهدف الجهات الخبيثة أنظمة حيوية مثل شبكات الكهرباء وأنظمة المياه.

 هذه الهجمات غالبًا ما تكون مدفوعة بأهداف سياسية أو مالية، مما يجعلها مصدر قلق كبير للحكومات والشركات على حد سواء. التهديدات التي تواجه هذه البنية التحتية قد تؤدي إلى تعطيل الخدمات الأساسية وإحداث أضرار جسيمة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي.

وتستمر البرمجيات الخبيثة وبرامج الفدية في كونها من أخطر التهديدات السيبرانية، حيث يعتمد المهاجمون على هذه البرمجيات لقفل بيانات الضحايا وابتزازهم بطلب فدية لفك التشفير، و لا يقتصر هذا النهج فقط على الأفراد بل يمتد ليشمل الشركات والمؤسسات، مما يخلق تحديات كبيرة في مجال الحماية والوقاية من مثل هذه الهجمات.

وتشهد اختراقات البيانات ارتفاعًا ملحوظًا، حيث يستهدف المهاجمون الشركات والمؤسسات للحصول على بيانات حساسة. هذه البيانات غالبًا ما تُستخدم في عمليات احتيال أو تُباع في السوق السوداء، مما يضيف أعباء مالية وأمنية على الشركات المتضررة. وتشير التقارير إلى أن تكلفة اختراق البيانات تتجاوز 4 ملايين دولار في المتوسط، مما يعكس حجم التحدي الذي تواجهه المؤسسات في حماية بياناتها.

وتظل الهجمات عبر البريد الإلكتروني والتصيد الاحتيالي من أكثر الأساليب شيوعًا لاختراق الأنظمة والحصول على المعلومات الحساسة،حيث يعتمد المهاجمون على خداع المستخدمين لفتح رسائل بريد إلكتروني ضارة أو النقر على روابط خبيثة، مما يسمح لهم بالوصول إلى أنظمة الشركات وسرقة المعلومات.

تشير التقارير مثل تقرير “كاسبرسكي” للأمن السيبراني وتقرير “IBM” السنوي إلى تزايد مستمر في عدد الهجمات السيبرانية، مما يؤكد على الحاجة الملحة لتعزيز استراتيجيات الأمن السيبراني. لمواكبة التهديدات المتجددة، يُنصح بمتابعة التقارير السنوية من شركات الأمن السيبراني الكبرى مثل “سيسكو”، “ماكافي”، و”بالو ألتو نتوركس”، بالإضافة إلى المؤسسات البحثية مثل “مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية” و”الأمن السيبراني والبنية التحتية الأمريكية”. هذه المصادر توفر تحليلات وبيانات حديثة حول التهديدات السيبرانية، مما يساعد في تعزيز الجهود الوقائية والدفاعية ضد الاختراقات الرقمية.

أنواع المخاطر والاختراقات ؟

ويُعد التصيد الاحتيالي أحد أكثر الأساليب شيوعًا التي يستخدمها القراصنة لاختراق الحسابات. يتمثل هذا النوع من الهجمات في إرسال رسائل إلكترونية أو نصية تبدو وكأنها من مصادر موثوقة، مثل البنوك أو الشركات الكبرى، بهدف خداع المستخدمين للكشف عن معلوماتهم الشخصية، مثل كلمات المرور أو بيانات البطاقات الائتمانية. يُعتبر الوعي والتثقيف حول كيفية التعرف على هذه الرسائل المزيفة أمرًا حيويًا لحماية الحسابات.

من جانب ثان، البرامج الضارة هي برامج تُزرع في أجهزة المستخدمين دون علمهم، بهدف سرقة البيانات أو التجسس أو حتى السيطرة على الجهاز. يمكن أن تصل هذه البرمجيات إلى الأجهزة عبر روابط أو ملفات مرفقة في رسائل البريد الإلكتروني أو من خلال تنزيلات غير آمنة. من المهم أن يستخدم الأفراد برامج حماية موثوقة وتحديث أنظمتهم بشكل دوري لتقليل مخاطر الإصابة بالبرامج الضارة.

ومن ضمن المخاطر التي يمكن أن تعترض الناس أيضا برامج الفدية، وهي نوع من البرامج الضارة التي تقوم بتشفير ملفات المستخدمين وتطلب فدية مالية مقابل استعادتها. على الرغم من أن الشركات الكبرى كانت الهدف الرئيسي لمثل هذه الهجمات، إلا أن الأفراد أصبحوا أيضًا عرضة لها. يُنصح بالاحتفاظ بنسخ احتياطية من البيانات المهمة بانتظام واستخدام برامج مكافحة الفيروسات التي يمكنها الكشف عن مثل هذه التهديدات.

رابعا، يمكن أن تكون الشبكات اللاسلكية العامة غير آمنة، مما يجعلها هدفًا سهلاً للقراصنة لاعتراض البيانات المرسلة والمستلمة عبر هذه الشبكات. يُفضل استخدام شبكات افتراضية خاصة (VPN) عند الاتصال بشبكات عامة، وتجنب إدخال معلومات حساسة مثل كلمات المرور أو بيانات الدفع أثناء استخدام هذه الشبكات.

ومن ضمن النقاط التي يمكن التنبيه اليها أيضا هي اختراقات وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تعتبر بيئة خصبة للقراصنة لاختراق حسابات المستخدمين. من خلال استخدام تقنيات الهندسة الاجتماعية، يمكن للمهاجمين جمع معلومات كافية للوصول إلى حسابات الأفراد. لذلك، من المهم ضبط إعدادات الخصوصية بشكل صحيح وعدم مشاركة معلومات شخصية حساسة عبر هذه المنصات.

ومع تزايد استخدام الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، أصبحت هذه الأجهزة هدفًا رئيسيًا للقراصنة. يمكن أن تتعرض الأجهزة المحمولة للهجمات من خلال التطبيقات الضارة أو الروابط المرسلة عبر الرسائل النصية. لذا، يُنصح بتحميل التطبيقات فقط من المتاجر الرسمية والتأكد من مراجعة الأذونات المطلوبة من قبل التطبيقات.

من جهة أخرى، تظل كلمات المرور الضعيفة أحد الأسباب الرئيسية لاختراق الحسابات. استخدام كلمات مرور قوية ومعقدة، وتفعيل خاصية التحقق بخطوتين، يمكن أن يقلل بشكل كبير من احتمالية الاختراق. من المستحسن أيضًا تجنب استخدام نفس كلمة المرور لأكثر من حساب.

أخيرا، يُعد البريد الإلكتروني هدفًا رئيسيًا للعديد من الهجمات، بما في ذلك التصيد والبرامج الضارة. يمكن أن تؤدي الروابط أو المرفقات المشبوهة إلى إصابة الجهاز أو سرقة البيانات. لذلك، يجب التحقق من مصدر الرسائل وعدم فتح المرفقات أو الروابط من مرسلين غير معروفين.

أي حلول للتخلص من هذه الاختراقات !

بناء على كل ما سبق، يقدّم الخبير في الأمن السيبراني، محمد حمدي الوردي، مجموعة من النصائح والتجهيزات الأساسية التي يمكن الاعتماد عليها لضمان الأمان الرقمي.

يقول محمد حمدي الوردي: “إن الخطوة الأولى في حماية بياناتك تبدأ بتجهيز نظامك بأدوات فعّالة لمكافحة الفيروسات. برامج مكافحة الفيروسات (Antivirus) تلعب دوراً محورياً في اكتشاف وإزالة البرامج الضارة مثل الفيروسات والديدان وبرامج التجسس، مما يساعد في الحفاظ على سلامة النظام.”

ويضيف: “استخدام الشبكة الافتراضية الخاصة (VPN) يعدّ من الحلول الذكية لحماية البيانات أثناء انتقالها عبر الإنترنت، خاصة عند الاتصال بشبكات عامة. هذا التشفير يمنع المتسللين من التجسس على نشاطاتك الرقمية.”

يشير الوردي أيضاً إلى أهمية المصادقة الثنائية (2FA)، قائلاً: “إضافة طبقة أمان إضافية عبر المصادقة الثنائية يعزز من حماية حساباتك الشخصية. يتطلب هذا النظام إدخال رمز يتم إرساله إلى هاتفك المحمول أو بريدك الإلكتروني بجانب كلمة المرور، مما يصعّب على المتسللين الوصول إلى بياناتك.”

ويؤكد الخبير على ضرورة تحديث النظام والبرامج بانتظام، موضحاً: “تحديثات الأمان التي تصدرها الشركات المصنعة للبرامج تلعب دوراً حاسماً في سد الثغرات الأمنية ومنع استغلالها من قبل المتسللين.”

كما ينصح باستخدام برامج إدارة كلمات المرور، قائلاً: “هذه البرامج تساعد في إنشاء وتخزين كلمات مرور قوية وآمنة، مما يصعّب على المتسللين اختراقها.”

وفيما يتعلق بحماية البيانات الحساسة، يشدد الوردي على أهمية التشفير (Encryption): “تشفير الملفات والمعلومات الحساسة يضمن عدم تمكن المتسللين من الوصول إليها، حتى إذا تمكنوا من سرقتها.”

وأخيراً، يوصي الوردي باستخدام أجهزة كشف التسلل (IDS) وأنظمة منع التسلل (IPS)، موضحاً: “هذه الأجهزة والأنظمة تساعد في مراقبة حركة البيانات واكتشاف ومحاولة منع أي هجمات محتملة، مما يوفر طبقة حماية إضافية لنظامك.”

باتباع هذه الإرشادات، يمكن للأفراد والشركات تعزيز أمنهم السيبراني وتقليل مخاطر التعرض للاختراقات، مما يساهم في حماية بياناتهم ومعلوماتهم الحساسة من التهديدات الرقمية المتزايدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى