أوصت دراسة علمية أعدتها جمعية “كلام”، حول سلسلة الحرائق التي شهدتها منطقة ملولة من ولاية جندوبة خلال السنوات الفارطة، بضرورة وضع اطار قانوني وتشريعي شامل للحد من مخاطر الحرائق التي أتت على 4 فاصل 5 بالمائة من الغطاء الغابي في تونس بين سنوات 2016 و2023 .
كما أبرزت الدراسة التي تم تقديم نتائجها صباح اليوم الثلاثاء خلال لقاء اعلامي بالعاصمة، أهمية تنقيح مجلة الغابات و تضمينها عناصر تغير المناخ والتنمية المستدامة والوقاية وتحديد المخاطر وتقييمها، من اجل تأمين حماية افضل للغابات التونسية وتعزيز دور المجتمعات المحلية ومكونات المجتمع المدني في المحافظة على الملك الغابي.
وشددت كذلك على ضرورة الإسراع بعرض مشروع مجلة البيئة على انظار مجلس نواب الشعب، ومراجعة القانون الأساسي المتعلق بمجلة الجماعات المحلية، من خلال ادراج صلاحيات للبلديات في مجال حماية الغابات من الحرائق والحد من المخاطر المتصلة بها.
واوصت أيضا بإحداث مؤسسة وطنية متعددة القطاعات والاختصاصات للحد من مخاطر الكوارث، بما في ذلك حرائق الغابات، توضع تحت اشراف رئاسة الحكومة، بهدف تعزيز الجوانب المتصلة بالتنسيق والمتابعة والتقييم، وتوفير الإمكانيات البشرية والمادية لإنجاح مهامها على افضل وجه، الى جانب التفكير في احداث لجان محلية تنضاف الى اللجنة الوطنية الدائمة واللجان الجهوية، وتتكون من ممثلي الهياكل العمومية على المستوى المحلي وممثلين عن متساكني الغابات.
وحول أسباب الحرائق التي شهدتها منطقة ملولة والجهات المجاورة في السنوات الأخيرة، قالت فريال شرف الدين المديرة التنفيذية لجمعية “كلام” ، إنها راجعة بالاساس الى عوامل بشرية ونقص الإمكانيات اللوجستية، فضلا عن تداعيات التغيرات المناخية والاحتباس الحراري، مشيرة الى ان سنة 2023 وحدها شهدت اندلاع 436 حريقا في مختلف انحاء البلاد، اضرت بحوالي 400 هكتار من الغابات وبعديد المنازل والأراضي الزراعية، فضلا عن تداعياتها المباشرة على التنوع البيولوجي وتوازن النظم البيئية والقيمة الايكولوجية للمنطقة .
وبينت أن تنامي ظاهرة الزحف العمراني والأنشطة الفلاحية، قلص من مناطق التماس مع الغابات، وضاعف من مخاطر نشوب الحرائق، وهو ما يستدعي اليوم تدخل المصالح الإدارية المعنية في مختلف الوزارات، لتحديد المناطق الغابية والمناطق السكانية الريفية والحضرية، واحداث آليات تنبيه مبكر من مخاطر اندلاع الحرائق خاصة في فصل الصيف ومواسم الحر الشديد.
يشار الى أن جمعية “كلام” تأسست سنة 2022 بالقيروان، وهي أول جمعية متخصصة في مجال الاعلام والثقافة، وينضوي تحتها راديو واب “كلام أف أم”، وهي تهدف الى ترسيخ ثقافة الاعلام والنهوض بالشأن الثقافي ونشر ثقافة الصحافة في النوادي والمدارس.