تسببت حالة الجفاف التي تشهدها تونس في تراجع كبير في انتاج الحبوب بولاية جندوبة خلال الموسم الفلاحي الحالي الى 309 آلاف قنطار بعد ان فاق الإنتاج خلال الموسم المنقضي 1،9 مليون قنطار.
وبلغت الكمية المجمعة من الحبوب بولاية جندوبة، الى حدود اليوم الاثنين، بعد حصاد نحو 98 بالمائة من المساحات، 309 آلاف قنطار، وفق ما اكده مصدر من المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بجندوبة لوكالة تونس افريقيا للأنباء.
ولم يتبق من المساحات المزروعة حبوبا، والتي تفوق مساحتها الجملية 75 ألف هكتار، سوى بعض المناطق الجبلية التي تعتمد الطريقة التقليدية في عملية الحصاد.
وكانت مصالح الإنتاج النباتي بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالجهة قد توقّعت ان تصل الكميات المجمعة لهذا الموسم الى 500 ألف قنطار، إلّا انها عدّلت تقديراتها مع انطلاقة الموسم وبعد الامطار التي ضربت مختلف مزارع الجهة الى حدود 200 الف قنطار.
ووصف رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بجندوبة، لطفي الجمّازي، الموسم الحالي بالكارثي ما يستوجب تدخلا عاجلا من الدولة أولا لتقديم مساعدات عاجلة للفلاحين والشركات المتضررة وثانيا لتامين حاجيات الموسم القادم من البذور.
وأشار في ذات الوقت الى ضرورة معالجة النقص للمسجل في الموارد المائية والعمل على حوكمة التصرف فيها خاصة في المناطق المطرية على غرار طبرقة وعين دراهم والتي يذهب جزء هام من التساقطات فيها الى البحر، وإلى ضرورة تحويل هذه الموارد الى مغذّ للسدود وخاصة سدّ بوهرتمة السد المعتمد في ري الأراضي السقوية والبالغة مساحتها نحو 40 الف هكتار.
وأكد أيضا على ضرورة التسريع في أشغال سدّ ملاق الجديد ومعالجة وضعية سدّ البربر الفنيّة والذي يعدّ افضل السدود من حيث كمية التخزين رغم موجة الجفاف التي ضربت الجهة والبلاد عموما علاوة على التسريع في منح التراخيص لطالبي حفر الابار بالمناطق الفلاحية بشقها البعلي والمروي.
وأضاف الجمّازي ان كمية الحبوب المجمّعة لهذا الموسم هي الأولى في تاريخ الجهة وان هذا المستجدّ يستوجب تعديلا في السياسة الفلاحية التي تعتمدها وزارة الفلاحة.
ودعا في ذات الوقت الى ضرورة البحث عن بذور تتلاءم مع حالة الجفاف وفترة بقاء النبة بالتربة مثلما هو معتمد في عدد من الدول ذات المناخات الجافة على غرار استراليا والسعودية وسوريا.
من جانبه، استغرب رئيس النقابة الجهوية للفلاحين التونسيين، توفيق التيساوي، من عدم تفعيل وزارة الفلاحة لصندوق الجوائح والترفيع في سعر القنطار الواحد المحدّد لهذا الموسم بـ140 دينار رغم دعوات هياكل القطاع النقابية.
واعتبر ان هذين الإجراءين من شأنهما التخفيف من أعباء ومعاناة الفلاحين وتحفيزهم على زراعتها للموسم القادم وخلق بديل لعملية التوريد التي لم تعد ممكنة وسط المتغيرات الدولية وارتفاع سعر القنطار الى معدلات وصفت بالقياسية.
واعتبر التيساوي أنّه كان بإمكان هياكل المندوبية انقاذ الموسم في حال اعتمدت ضخ كميات معتبرة من مياه سدّ البربر المخزّنة خاصة في شهر افريل ومارس المنقضيين، كما ان اعتماد الدورة المائية في ذلك الوقت لم يكن له مبرر مقنع في صفوف مزارعي الحبوب بالمناطق السقوية.
الى ذلك ناهزت الكميات المجمّعة خلال الموسم المنقضي بولاية جندوبة (المعروفة تقليديا بإنتاج كميات معتبرة من الحبوب) 1،9 مليون قنطار مقابل 309 الف قنطار للموسم الحالي.
وأفضى هذا إلى عدم توفر حاجيات صناعة الخبز ومشتقاته وإلى ارتفاع غير مسبوق في أسعار الاعلاف الجافة التي وصلت الى حدود 15 دينارا للتبن وفاقت 20 دينارا للعلف الخشن(القرط).
المصدر: وات