ثقافةفن

بحلة جديدة شعارها ضد العنصرية.. الدورة 57 لمهرجان قرطاج الدولي

14 جويلية 2023 هو شارة البداية لانطلاق فعالية الدورة 57 لمهرجان قرطاج، وهو التاريخ الذي تعود فيه الحياة إلى مسرح الهواء الطلق في نفس الفترة وخلال كل صائفة، محتضنا سلسلة من العروض الفنية والموسيقية من كل أنحاء العالم أين يلعب الفن دوره في التخفيف من وطأة الآزمات التي تعيش على وقعها تونس سنويا.

ويعتبر المهرجان متنفسا لغالبية التونسيين الذين يعيشون على مدار السنة سلسلة من الأزمات الإقتصادية والسياسية والإجتماعية وحتى منها المتعلق بالهجرة، على الامتداد الواسع لجغرافيا قرطاج الأثرية.

وتختص الدورة الحالية بحسب تعبير مدير مهرجان قرطاج كمال الفرجاني بعروض جديدة ومتنوعة على الجمهور ومنها ماهو مكرر حتى يتحقق صالح المهرجان ماديا وجمهوريا.

وافاد الفرجاني في تصريح إعلامي ” هنالك مشاركات تكررت خلال هذه الدورة وقد تتكرر في دورات ومن مشاركة النجم العربي راغب علامة والفنان صابر الرباعي وبعض العروض الأخرى ويأتي الإختيار في هذا الصدد لتحقيق موارد مالية للمهرجان”.

وتابع الفرجاني ” نعمل على تقديم عروض مختلفة ومتنوعة حتى يتسنى لنا تحقيق رغبة الجمهور وفي نفس الوقت تحقيق إحتياجات المهرجان المادية”، حسب تعبيره.

وبخصوص رؤية إدارة المهرجان بخصوص هذه الدورة وما يحدث في البلاد من حملات عنصرية تطال المهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء أكد الفرجاني بأن الادارة عملت خلال هذه الدورة على اختيار بعض العروض من مختلف الدول الإفريقية.

وصرح الفرجاني بالقول ” تونس دولة إفريقية ويجب أن تكون هنالك بصمة تخص انتمائها الجغرافي ثم إن جمهور المهرجان متعدد ومتنوع ونقول مرحبا لكل المقبلين على العروض من تونسيين وغير تونسيين”.

ويفتتح المهرجان في دورته الحالية بعض ” المحفل ” للفاضل الجزيري، وفي تقديمه للعمل ذكر الجزيري، أن العمل هو عرض فرجوي يعيد بناء طقوس الأعراس البدويّة في مناطق مختلفة من البلاد التونسية مع تثمين هذا التراث اللامادي برؤية معاصرة، فيها مراوحة بين آلات تقليدية وأخرى حديثة.

وأشار الجزيري إلى أن هذا المشروع كان عبارة عن عمل درامي يحكي سيرة الدغباجي انطلق العمل عليه منذ عامين لكن وفي رحلة البحث عن الموروث الموسيقي قرر تحويل المسلسل إلى مشروع فني.

وأضاف الجزيري، أنه التقى بعديد الفنانين من شمال البلاد وجنوبها وهو ما جعل من “محفل” مواكبة لأنماط فنية متنوعة، تجمع بين إيقاعات الجربي، الفزاني، العلاَجي، الغيطة، السعداوي، الدرازي، بوزيقة، الشاوي، المربع، بو نوارة، الروك، البلوز، الجاز و غيرها.

وأكد مخرج “المحفل” أن عمله يختلف عن بقية الأعمال التي قدمها طيلة 3 عقود.

و يشارك في “محفل” قرابة 120 عنصرا بين عازفين ومنشدين وراقصين و مغنّين من بينهم نور شيبة وزهرة لجنف وآمنة الجزيري ويحيا الجزيري ونضال اليحياوي ومحمد العايدي ومحمد علي شبيل وغيرهم.

ويذكر أن ”المحفل”، هو إنتاج مشترك بين مركز الفنون جربة ومسرح الأوبرا بمدينة الثقافة، والذي سيكون سهرة إفتتاح المهرجان.

وبخصوص ما يميز هذه الدورة فإن المهرجان إنتهج سياسة إنفتاحية على الجهات، ويأتي هذا بحسب الفرجاني “دعما للامركزية، حيث ينفتح المهرجان على جهة القصرين ليوفر للجمهور مجموعة من العروض كتجربة اولى”.

وأضاف الفرجاني “إذا نجحت التجربة الدورة القادمة ستكون المسالة منظمة اكثر قانونيا وتطبق الجميع الإجراءات القانونية صحبة عدل تنفيذ وسيقدم قرطاج فرصة أكبر لجماهير من مختلف الجمهورية التونسية للاستمتاع بالثقافة والفنون.”.

واكد الفرجاني ان برمجة الدورة السابعة والخمسين وفرت مساحة هامة للفنان التونسي فـ 44 % من العروض تونسية، كما انفتح على ايقاعات وتلوينات فنية مختلفة فيحضر الطربي والوتري مثل عرض “انغام في الذاكرة” والشعبي البدوي على غرار “صنديدة” لرؤوف ماهر، والشعبي الحضري “اركز هيبهوب” و”المحفل”.

دورة جديدة شكلا ومضمونا لمهرجان قرطاج تنطلق الأيام القادمة وتأتي هادفة إلى التخفيف من وتيرة عديد الأزمات، منها أساسا الإرتفاع الكبير في درجات الحرارة، وأيضا الأزمة السياسية والإقتصادية وأزمة الهجرة.

اسكندر نوار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى