أبرمت وكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي وجمعية قراطن، الثلاثاء 4 جويلية 2023، اتفاقية شراكة مع الصندوق الاستئماني للمناطق البحرية المحمية في البحر الابيض المتوسط “ماد فاند”.
وتهدف هذه الإتفاقية إلى الحفاظ على المحميّات البحرية لجزر قرقنة الشمالية في تونس.
وأوضحت وزيرة البيئة، ليلى الشيخاوي، في تصريح صحفي إثر توقيع هذه الاتفاقية، بمقر الوزارة، أن هذا التمويل، الذّي سيمنحه الصندوق المتوسطي “ماد فاد” بقيمة 286 ألف دولار لفائدة جزر قرقنة هو التمويل الخامس الممنوح لتونس منذ سنة 2020.
وذلك اضافة الى التمويلات المخصصة لحماية المحميات البحرية بكل من جزيرة قوريا وأرخبيل جالطا والكنايس وزمبرا.
وأكدت الشيخاوي على أهمية دور الصندوق الاستئماني « ماد فاد »، الذي تترأسه تونس لمدّة ثلاث سنوات بالتعاون مع امارة موناكو وفرنسا، في توفير المساعدات المالية لوكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي وتشريك الجمعيّات المحليّة الناشطة في المحميّات البحرية المذكورة لإيجاد حلول للاشكاليات البيئية العالقة بها والحفاظ على النظم البيئية البحرية.
وأبرزت أن هذه الشراكة تندرج في إطار الاستراتيجية الوطنية للتحوّل الايكولوجي، التّي تشمل إجراءات للتصدي للتغيّرات المناخية والتأقلم معها على غرار جعل جزيرة قرقنة نموذجا للتصدي للتغيرات المناخية.
وأفاد رئيس مصلحة المحميّات البحرية والساحلية بالوسط والجنوب بوكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي، أحمد بن حميدة، من جهته، أن هذا التمويل سيمنح في شكل دفوعات على امتداد خمس سنوات لإحياء الثروة السمكية والبحرية في جزر قرقنة باعتبار ان الصيد البحري هو أهم نشاط اقتصادي يستقطب أغلب سكان المنطقة.
وأشار الى ان هذه الشراكة ترنو، كذلك، الى تنظيم قطاع الصيد البحري والحدّ من الصيد العشوائي ليصبح قطاعا مستداما يعتمد على تقنيات الصيد التقليدي عوضا عن التقنيات العشوائية المنتشرة حاليا والمضرّة بالمخزون والبيئة البحرية، إضافة إلى ضمان موارد قارّة للبحارة.
وتخول هذه الشراكة تقديم المساعدة الفنية وتعزيز الامكانيات لارساء خطة تصرف في المحميات البحرية بقرقنة وتعزيز استدامتها على المدى الطويل اضافة الى رفع مستوى الوعي لدى السكان المحليين والمتابعة العلمية للنظم البيئية وإرساء حوكمة نشطة تشمل البحارة.
يذكر أن المحمية البحرية لجزر قرقنة الشمالية، الممتدة على مساحة 1091.5 كيلومتر مربع، تتميز بالتنوع البيولوجي البحري على غرار أحواض الأعشاب البحرية والموائل الساحلية ومناطق التكاثر الحيوية للعديد من الكائنات البحرية.
ويختص الصندوق الاستئماني للمناطق البحرية المحمية في البحر الابيض المتوسط ” ماد فاند “، الذي يتخذ من موناكو مقرا له، في تعزيز التصرف المستدام والفعال للمحميات البحرية بالبحر الأبيض المتوسط، وذلك من خلال توفير الدعم المالي والفني وبناء القدرات.
ويعمل الصندوق المتوسطي بشكل وثيق مع الحكومات والمنظمات والمجتمع المدني لحماية التنوع البيولوجي البحري في المتوسط.
ويدعم « ماد فاند » نحو 15 محمية بحرية في 7 بلدان متوسطية.