تتالت ردود الفعل الداخلية من مؤسسات رسمية وأحزاب سياسية ومنظمات على إثر الهجوم الذي جدّ مساء الثلاثاء 9 ماي 2023، بمحيط كنيس الغريبة في جزيرة جربة.
وأسفر الهجوم الذي جد مساء أمس عن مقتل اثنين من المدنيين من بين الحجيج، وثلاثة من أفراد قوات الأمن.
وكانت مجموع الأحزاب والمنظمات قد أعلنت في بياناتها عن تنديدها بالعملية، وأعربت عن تضامنها مع ضحايا الحادثة، داعية السلطات التونسية إلى كشف حقيقة الواقعة قبل مرور 48 ساعة.
وزارة الخارجية : هجوم بشع وجبان والتحقيق جار
وكانت وزارة الخارجية التونسية، قد أفادت وفق بلاغ لها اليوم الأربعاء 10 ماي 2023، بخصوص ما وصفته بـ”الهجوم البشع والجبان” الذي جدّ على هامش موسم الحج السنوي بمعبد الغريبة بجزيرة جربة، أنّ التحقيق جارٍ من أجل تحديد المسؤوليات في هذا الهجوم، وفقها.
وأكدت الوزارة في البلاغ الذي نشرته عبر صفحتها عبر موقع فايسبوك أنّ هذا الهجوم، أسفر عن مقتل مدنيّيْن اثنين تونسي وتونسي فرنسي، من بين الحجيج.
وأفادت أن 3 أفراد قوات الأمن لقوا حتفهم، متقدّمة في هذا الإطار، “بأحرّ التعازي والمواساة وأسمى عبارات التعاطف مع أسر الضحايا والتضامن مع حجيج معبد الغريبة”.
منظمات وطنية تندد وتطالب بكشف الحقيقة
نددت مجموعة من المنظمات الوطنية اليوم الأربعاء بواقعة جربة التي جدت مساء أمس، مصدرة بذلك مجموعة من البيانات التي تدعو الى طمأنة الرأي العام الوطني والدولي حول الحادثة.
وندد المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل، وفق بيان أصدره الأربعاء 10 ماي 2023، بالواقعة التي وصفها بـ”العملية الإرهابية الجبانة”.
وأعرب الإتحاد عن رفضه “التوظيف الذي عمدت إليه بعض وسائل الإعلام الأجنبية والدوائر الخارجية بتصنيفها هذه الجريمة الإرهابية النكراء باطلًا ضمن ما يسمّى زورًا بمعاداة السامية قصد الإساءة إلى تونس”، وفق تقديره.
وترحّم الإتحاد على أرواح الشهداء والضحايا، مدينًا بشدّة “هذه العملية الإرهابية الخسيسة”، معبّرًا في الإطار نفسه، عن “تقديره للنجاعة والسرعة التي جابهت بها القوات الأمنية الإرهابي”، بحسب البيان.
ودعا اتحاد الشغل في هذا السياق، السلط إلى مزيد اليقظة وإلى تدارك أيّ خلل أمني أو اتّصالي محتمَل.
وطالب في نفس الإطار بضرورة الإسراع بوضع استراتيجية واضحة لمعالجة آثار هذه العملية الإرهابية والحدّ من تداعياتها الاقتصادية.
من جانبه أعرب الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية عن إدانته الشديدة لما وصفه بـ”الهجوم الإجرامي الغادر”.
وترحم الإتحاد على أرواح الضحايا، وتقدم بتعازيه لعائلاتهم وللمؤسسة الأمنية وللشعب التونسي، متمنيًا السلامة والشفاء العاجل للجرحى.
وأشادت المنظمة في البيان الذي نشرته بسرعة ونجاعة التدخل الأمني.
وأكدت على أن “مثل هذه العمليات الإجرامية الدنيئة لن تثني الشعب التونسي عن تمسكه بقيم الاعتدال والتسامح والتآخي، ونبذ كل أشكال التطرف”.
وقد عبّرت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، في بيان أصدرته بعنوان “لا حياد مع الإرهاب”، عن “إدانتها الشديدة لهذا الاعتداء الغادر الذي يستهدف أمن تونس واستقرارها ومصالحها خاصة وهي تستعد لاستقبال الموسم السياحي”.
ودعت نقابة الصحفيين التونسيين كافة وسائل الإعلام إلى “التحلي بالحذر والدقة عند نشر المعلومات المتعلقة بالعمليات الإرهابية”.
وشددت على ضرورة الابتعاد عن الإثارة والسعي المحموم وراء السبق الصحفي والتحري في الأخبار الزائفة التي تنتعش في مثل هذه الفترات.
ودعت النقابة منظوريها ووسائل الإعلام بالالتزام بالموضوعية والدقة وأخلاقيات المهنة عند التعامل مع مثل هذه العمليات.
كما دعت النقابة مؤسسات الدولة خاصة وزارة الداخلية إلى تقديم المعلومات المحينة للمواطنين واعتماد استراتيجية اتصال الأزمة للحد من انتشار الأخبار الزائفة والمضللة التي تتكاثر نتيجة غياب المعلومة الرسمية.
ودعت نقابة الصحفيين أيضًا في هذا السياق، إلى “الوحدة الوطنية وعدم الحياد مع الإرهاب ونبذ الانقسامات في ظل هذا الظرف الدقيق الذي تمر به تونس”.
في الإطار نفسه، أصدرت الجامعة التونسية للنزل والجامعة التونسية لوكالات الأسفار والسياحة، بيانًا عبّرتا فيه عن “استنكارهما الشديد لهذه الحادثة المعزولة.
وحيت المنظمتين استبسال قوات الأمن في السيطرة السريعة عليها بكل حرفية وتأمين سلامة الزوار.
وأدانتا في المقابل، حادثة العنف، ودعوتا كافة الأطراف المحلية والخارجية إلى التصدي إلى العنف بكافة أشكاله والانتصار للحياة”.
وتقدمت الجامعة التونسية للنزل والجامعة التونسية لوكالات الأسفار والسياحة بأحر التعازي لعائلات الضحايا من المدنيين والأمنيين.
وعبّرتا في هذا الإطار عن تعاطفهما معها، وبأصدق التمنيات بالشفاء العاجل للجرحى.
وأهابتا بكافة القوى الحية بالبلاد وخارجها إلى التضامن مع جزيرة جربة كوجهة للسلام والتعايش بين الأديان ومع صورة تونس بلد التسامح والأمان، وفق البيان.
أحزاب سياسية تندد بالحادثة وتدعو الى الكشف عن حيثيات العملية
لم يتوقف أمر التنديد عند المنظمات الوطنية فحسب بل طالبت أيضا مجموعة من الأحزاب السياسية بضرورة فتح تحقيق والإسراع في كشف خفايا العملية.
وعبرت في الأثناء عن تضامنها المطلق مع ضحايا الواقعة مترحمة عن شهداء المؤسسة الأمنية ومتضامنة مع الضحايا في صفوف الزوار.
وأصدرت حركة النهضة بلاغًا، على إثر ما وصفتها بـ”الجريمة النكراء بمحيط كنيس الغريبة في جزيرة جربة”.
وتقدمت الحركة بأحر التعازي لعائلات الضحايا والمواساة للجرحى، متمنية لهم الشفاء العاجل، مدينة بكل قوة “هذا الاعتداء الجبان”.
وأكدت الحركة رفضها كل مظاهر وأشكال العنف والإرهاب والكراهية.
ودعت إلى تعزيز قيم التعايش والتضامن لمواجهة كل ما يتهدد تونس وشعبها في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها، وفق البلاغ.
وحيت الحركة القوات الأمنية “التي تصدت لهذا الاعتداء الغاشم والجبان وقدمت من بين أبنائها الشهداء والجرحى في سبيل أمن وسلامة البلد وشعبه”.
ودعت إلى التعجيل بالأبحاث والتحقيقات اللازمة “لكشف ملابسات هذه الجريمة النكراء”، وفق البلاغ الممضى من منذر ونيسي، نائب رئيس الحركة راشد الغنوشي.
من جهة أخرى عبر حزب آفاق تونس عن إدانته الشديدة لهذه “الجريمة النكراء التي استهدفت أحد رموز التسامح والثراء الحضاري لبلادنا”.
وشيد الحزب في البيان الذي نشره بالتدخل الأمني السريع للقضاء على العنصر المهاجم ولحماية الزوّار، ومترحّمًا على أرواح الضحايا، ومتمنيًا الشفاء العاجل للمصابين”.
ودعا الحزب كل مكوّنات الشعب التونسي إلى “إعلاء قيم الوحدة الوطنية والوقوف صفًا واحدًا في مواجهة الإرهاب والتطرّف والكراهية”.
وطالب الحزب بفتح تحقيق فوري وشفّاف في ملابسات هذه العملية وتحديد المسؤوليات واستخلاص التوصيات اللازمة بشأنها.
كما أكد ضرورة العمل على إدارة الأزمة وطمأنة الرأي العام الوطني والدولي بخصوص توفّر مقوّمات الأمن والاستقرار في تونس بمناسبة الموسم السياحي الجديد.