أكد الأمين العام للاتحاد العام التونسي، نور الدين الطبوبي، الاثنين 1 ماي 2023، أن الأزمة السياسية في تونس تعمقت وازدادت حدتها.
وبحسب الطبوبي يأتي هذا جراء اختلال التوازن بين السلطات والتفرد بالرأي وفرض الأمر الواقع في تهميش للقوى الوطنية وتجاهل للمؤسسات التي أصبحت تعيش حالة من التفكك والانقسام وضبابية الرؤية، حسب تعبيره.
وأضاف الطبوبي أن “من تمظهرات الأزمة السياسية في تونس إدارة السلطة التنفيذية ظهرها لكلّ حوار جدّي مع القوى الوطنية والاجتماعية والفاعلين الاقتصاديين حول سبل تجاوز هذا الوضع”.
وتأتي كلمة الطبوبي في خطاب له بمناسبة اليوم العالمي للعمال الذي يكون اليوم.
وأكد الطبوبي أن “استمرار غياب الحوار لن يزيد سوى من حالة الانقسام التي يعيشها مجتمعنا ومن اتساع الهوة بينه وبين الدولة ومؤسساتها”.
وأوضح “وهو ما يؤدي بالضرورة إلى استفحال الأزمة الاقتصادية والاجتماعية بالبلاد واتساع رقعة الفقر وتآكل المقدرة الشرائية والانهيار المتسارع للطبقة الوسطى”.
وشدد الطبوبي على أنه “لا خيار لتونس سوى حوار وطني ينبني على التمسك التام بالخيار الديمقراطي وضمان حق الجميع في التعبير والتنظم بعيدًا عن كل أشكال التفرد بالرأي أو ترذيل وتخوين أصحاب الرأي المخالف”.
وتابع ” لأن بديل الحوار والتوافق هو مزيد الانقسام والتبعية ما قد يؤدي إلى تدهور أكبر للتوازنات الاقتصادية للبلاد”.
وأكد الطبوبي “مسؤوليتنا تحتم علينا التصدي لكل أشكال انتهاك الحريات وندعو للتضامن مع كل ضحايا حرية التنظم والتعبير”، وفق تعبيره.
واعتبر أمين عام اتحاد الشغل أن “استمرار حالة التدهور الذي تزداد حدته يومًا بعد يوم والإصرار على تجاهل أسباب الأزمة وأبعادها كشكل من أشكال الهروب إلى الأمام سيضعف قدرتنا على التغلب عليها”.
وقال الطبوبي في هذا السياق أن “سيزيد من هشاشة موقفنا تجاه شركائنا الاقتصاديين والمؤسسات الدولية التي نتعامل معها”، بحسب تعبيره.
وانتقد أمين عام المنظمة الشغيلة “الأخطاء الجسيمة للسلطة القائمة وفشلها في إيجاد حلول لها وعجزها عن تجميع التونسيين لمواجهتها”.
وأكد أن “الإصرار على امتلاك الحقيقة المطلقة والانفراد بالرأي وإقصاء الرأي المخالف وكيل الاتهامات للخصوم بالخيانة والعمالة والفساد دون إثبات واستعداء العمل النقابي والتضييق على الحريات لن يقود البلاد إلا إلى التشتت والانقسام واستفحال الأزمات علاوة على خطر الرجوع إلى الاستبداد والحكم الفردي والقضاء تدريجيًا على المكاسب الديمقراطية التي جاءت بها الثورة”، على حد تصوره.
وشدد الطبوبي على أن “إطلاق حوار وطني في تونس أصبح مسألة حياتية لوطننا وشعبنا بما يستوجب توفير المناخ المناسب لمشاركة واسعة فيه”.
وتابع ” وهي مشاركة لا تكون كاملة إلا باحترام الحريات وتوسيع مجالاتها وصيانة حرية التعبير والحرص على استقلالية القضاء وحرية العمل النقابي”.
وتأتي كلمة الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل بمناسبة إحياء اليوم العالمي للعمال، وهو احتفال نقابي سنوي يقام في دول عديدة احتفاءً بالعمال في غرة شهر ماي من كل سنة.