هزت حادثة إيجاد أحد الشباب التونسيين المقيمين بجهة الوردية وسط تونس العاصمة رضيعة في القمامة يوم السابع من شهر ديسمبر الجاري رواد مواقع التواصل الاجتماعي خاصة بعد أن أعلن الشاب التونسي تبنيه للفتاة الرضيعة التي سماها نور والتكفل برعايتها بعد ان تخلت عليها والدتها بعد ولادتها بمدة قصيرة.
ويقطن طارق العوني، بمنطقة الوردية بتونس العاصمة وهو الشاب الذي عثر على الفتاة وتكفل بها، وكان العوني قد كشف تفاصيل اليوم الذي عثر فيه عن الفتاة.
وقال طارق لتونيزيا لايف ” في صباح يوم السابع من ديسمبر خرجت من المنزل مرورا بأحد الفضاءات التي خصصت لرمي القمامة، وبينما كنت أسير انتبهت لصوت غريب كان يخرج من أكياس بلاستيكية من القمامة، وعندما توجهت إلى هناك كنت متعجبا من سلوك بعض الناس الذين يتعاملون مع هذه الحيوانات بهكذا طريقة”.
وواصل طارق ” توجهت إلى كيس القمامة الذي يأتي منه الصوت ولاحظت بأنه يتحرك، تقدمت وحاولت فتح الكيس لأحرر القطط وهناك كانت الصدمة”.
يقول طارق ” عندما فتحت الكيس رأيت نورا على وجه تلك الرضيعة التي تخلت عنها والدتها بعد ساعة على وجه التقريب من ولادتها”.
وأكد الشاب لتونيزيا لايف أن البنت، البالغة من العمر بعض الساعات تقريبا، كانت مرمية في القمامة في كيس أسود اللون ومعها كل أنواع القمامة، مؤكدا بأن حالة الطقس كانت باردة جدا والرضيعة لم تكن تحمل على جلدها أي قطعة من القماش.
وأشار الشاب طارق بأنه قام بكل الإجراءات المتعلقة بالإسعافات الاولية للرضيعة ومن ثمة التبليغ عنها لدى السلط الأمنية التونسية، موجها في الاثناء لومه الكبير لوالدتها “التي لا يمكن ان تكون أما” بحسب تعبيره.
وقال الشاب ” أتذكر جيدا عندما قدم لي أحد الأصدقاء في سيارة لأخذها للمستشفى والتعجيل بإسعافها، كنت في تلك اللحظات خائفا على صحتها في الحالة التي وجدتها فيها، وبالرغم من ذلك كنت كلما أنظر إليها أراها تبتسم في ذلك التوقيت وهو الأمر الذي أبهرني”.
وكان الشاب طارق، قد أعلن في وقت لاحق، بعد عثوره على الرضيعة، عن رغبته في تبنيها، وقال الشاب بصريح العبارة ” تلك الفتاة هي بمثابة ابنتي ولا يمكن أن أتخلى عنها أبدا وسأظل مستغربا من تصرف والدتها خاصة ثم والديها اللذين تجردا من كل الإنسانية والمشاعر وأقدموا على إلقائها في القمامة بهكذا طريقة”.
ويعتبر الشاب طارق بأن الرضيعة التي عثر عليها بتلك الطريقة هي بمثابة الكنز الذي أخرجته له الارض وفق تعبيره، قائلا بأن الرضيعة هي بمثابة القطعة التي كان يفتقدها من قبل دون أن يشعر بها.