بدأ الجزائريون، أمس الأربعاء 2 نوفمبر 2022، تداول الورقة النقدية الجديدة من فئة 2000 دينار جزائري التي أصدرها بنك الجزائر (البنك المركزي) بمناسبة الذكرى الثامنة والستين لاندلاع ثورة التحرير، واحتضان البلاد للقمة العربية الحادية والثلاثين.
ولقي استخدام اللغة الإنجليزية عوضا عن الفرنسية في العملة الجزائرية استحسانا من طرف كثير من الجزائريين.. وتصاحب الكلمات الإنجليزية العربية على العملة الورقية الجديدة.
تعد هذه المرة الأولى في تاريخ الجزائر الحديث التي يتم فيها استخدام اللغة الإنجليزية في الأوراق النقدية، وذلك ضمن سلسلة من القرارات التي اتخذتها الجزائر في الثلاث سنوات الأخيرة للتخلص من الهيمنة اللغوية الفرنسية على العديد من المجالات، سواء في الإدارة والتعليم والثقافة.
بالإضافة إلى إستخدام اللغة الإنجليزية، فقد لمس الشارع الجزائري، جودة في نوعية الورق الذي طبعت عليه الورقة النقدية مقارنة بالأوراق الأخرى، حيث يوجد 3 أشكال لفئة 2000 دينار جزائري، التي تعادل من حيث القيمة حوالي 14 دولارا أمريكيا.
وتحمل النسخة الجديدة للعملة الجزائرية صورة مسجد الجزائر الأعظم، الذي تم إفتتاحه عام 2020، ويعد ثالث أكبر مسجد في العالم من حيث المساحة بعد الحرمين الشريفين بالسعودية، بمساحة قدرها 200 ألف متر مربع، ويتسع لـ120 ألف مصل.
كما تمت إضافة مجموعة من الصور السياحية التي تتمع بها الصحراء الجزائرية، على غرار سلسلة جبال الهقار، وهي مناطق تعتبر متحفا طبيعيا مصنفة من قبل “اليونسكو” ضمن التراث العالمي، لما تحمله من ممرات صخرية متميزة ورسومات ونقوش أثرية رسمها الإنسان الحجري قبل نحو 5000 سنة.
ويرى الباحث الجزائري المتخصص في الشؤون الدينية بوزيد بومدين، أن اختيار صورة مأذنة المسجد الأعظم على صدر العملة الورقية الجديدة، يحمل رمزية تاريخية هامة.
وقال بومدين لموقع سكاي نيوز عربية:”لقد تم تشييد المسجد الأعظم على أنقاض مشروع التبشير الاستعماري الذي جاء به الكاردينال الفرنسي شارل لافيجري، والذي أسس في تلك المنطقة عام 1868 جمعية المُبشرين”.
وعلى الجهة الثانية من الورقة النقدية، فقد تم وضع صورة لمعلم “مقام الشهيد”، الذي يعتبر رمز الجزائر العاصمة، وهو المعلم الذي تم تشيده في عهد الرئيس الجزائري الراحل الشاذلي بن جديد سنة 1982.