نقص بنحو 600 معلم في ولاية القيروان، يقابله امتناع للمعلمين النواب عن الالتحاق بمواقع التدريس إلى حين تسوية وضعياتهم على نحو ما نصت عليه اتفاقية 8 ماي 2018 المبرمة مع وزارة التربية.
وكلفت الاتفاقية المعلمين بـ”صفة عون مكلف بالتدريس” وهو ما رفضوه، وهو إشكال يدفع ثمنه حاليا تلاميذ بعديد المدارس بالجهة، خاصة الريفية منها، الذين وجدوا أنفسهم بعد نحو شهر من العودة المدرسية، دون معلمين.
ونفذ عدد من الأولياء والتلاميذ بالمدرسة الابتدائية أولاد العيساوي بمعتمدية حفوز، صباح اليوم الأربعاء، وقفة احتجاجية بمقر المندوبية الجهوية للتربية بالقيروان، للمطالبة بحق أبنائهم في الدراسة وتوفير الإطار التربوي.
وأفاد الأولياء في تصريحات لـ (وات)، بأنه تم تسجيل نقص بـ 8 معلمين في المدرسة مقابل 4 معلمين فقط يدرسون حاليا بكامل المدرسة، مما حرم أبناءهم من الالتحاق منذ انطلاق السنة الدراسية يوم 15 سبتمبر المنقضي إلى غاية اليوم بمقاعد الدراسة، مطالبين وزارة التربية بإيجاد حل فوري ينقذ أبناءهم من ضياع العام الدراسي.
يذكر أن عددا من الأولياء أقدموا على إغلاق بعض المدارس الابتدائية بولاية القيروان منذ يوم أمس، منفذين وقفات احتجاجية داخل مقر المندوبية الجهوية للتربية وسط حالة من الاحتقان، ومطالبين بحق أبنائهم في التعليم والمساواة في ذلك مع باقي المدارس في مختلف الولايات وسد الشغورات الحاصلة في الإطار التربوي.
وفي معتمدية حفوز، قام مجموعة من الأولياء أمس الثلاثاء بغلق مدرسة “الزملة” من عمادة العين البيضاء، ومدرسة “عين غراب” من عمادة الحوفية الشمالية، وذلك احتجاجا على النقص الحاد في الإطار التربوي منذ بداية الموسم الدراسي الحالي ومنع التلاميذ من الالتحاق بمقاعد الدراسة.
أما في معتمدية السبيخة، فقد قام الأولياء بغلق المدارس الابتدائية الذريعات والبلاطة والسبارة ونفات وهندي الزيتونة، لنفس الأسباب.
وأفاد الكاتب العام للنقابة الأساسية للتعليم الأساسي بالسبيخة، محسن الحامدي، بأن المدارس الابتدائية بالسبيخة تشكو من نقص ب119 إطارا تربويا.
وفي عمادة جهينة من معتمدية بوحجلة، أغلقت المدرسة الابتدائية 24 جانفي، التابعة لعمادة جهينة الشمالية، أبوابها، بسبب احتجاج الأولياء على ما اعتبروه “تهميشا وحرمانا لأبنائهم من حقهم في التعلم”، علما بأن هذه المدرسة تشكو من نقص ب5 معلمين.
أما أولياء تلاميذ مدرسة أولاد فرح من عمادة المويسات من معتمدية بوحجلة، فقد عبروا عن غضبهم في ظل النقص المسجل في المعلمين في عدد من المدارس.
وطالب الأولياء وزارة التربية بالتدخل وإنقاذ أبنائهم وسد النقص الفادح في المعلمين.
وتشهد المندوبية الجهوية للتربية بالقيروان منذ أكثر من عشرين يوما اعتصاما مفتوحا للمعلمين النواب دفعة 2022.
والذين نفذوا جملة من التحركات للمطالبة بتسوية وضعياتهم على غرار زملائهم من دفعتي 2020 و2021، رافضين إدماجهم بصفة “عون مكلف بالتدريس”.
كما التحق بجملة هذه التحركات المعلمون النواب خارج الاتفاقية، الذين نفذوا وقفة احتجاجية أمام مكتب المندوب الجهوي للتربية بالقيروان للمطالبة بتسوية وضعياتهم المهنية.
وأكدوا أنهم يعملون منذ سنوات بصفة تعاقدية، ومع ذلك تم إقصاؤهم من جميع الاتفاقيات مع وزارة التربية.
يذكر أن المعلمين النواب قد نفذوا موفى شهر سبتمبر المنقضي “يوم غضب جهوي” بدعوة من الجامعة العامة للتعليم الأساسي.
وكان ذلك بحضور عدد من النقابات الأساسية وزملائهم من المعلمين النواب دفعتي 2020 و2021، للمطالبة بتفعيل الاتفاق الخاص بالانتداب بصفة أستاذ تعليم ابتدائي متربص، ورفض قرار وزارة التربية القاضي بانتدابهم بصفة “عون مكلف بالتدريس”.
المصدر: وات