دعا الطلبة التونسيين العائدين من كليات الطب بأوكرانيا لإدماجهم في كليات الطب التونسية بعد أن سمحت لهم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بإجراء التربصات بالمستشفيات التونسية.
من جانبها، تعتبر الوزارة أن مسألة الإدماج غير ممكنة.
وقد صرح عدد من هؤلاء الطلبة، لـ”وات” بأن توسع القصف جراء الحرب الروسية الأوكرانية ينذر بتوقف الدراسة عن بعد بالجامعات الأوكرانية نتيجة استهداف المولدات الكهربائية.
وقال الطالب شهاب عون، أنه يواصل دراسة السنة الثانية في اختصاص الطب العام عن بعد بجامعة “دينيبرو” الأوكرانية.
ولفت عون إلى أنه تلقى الدعوة لإنجاز تربصه بالمستشفى الجامعي بسهلول من ولاية سوسة غير أنه أكد خشيته من أن يؤدي توسّع القصف على مدينة دينيبرو ثالث أكبر المدن بأوكرانيا الى توقف الدراسة عن بعد.
وذكر أن الطلبة العائدين إلى تونس يواجهون صعوبة في التواصل مع الجامعات الأوكرانية، فكثافة القصف عطّلت عملية الدراسة والترسيم بهذه الجامعات.
وأشار الى أن القصف العسكري يمكن أن يستهدف مولّدات للطاقة الكهربائية وكذلك البنية التحتية للإنترنت .
ويتأرجح الطلبة التونسيين العائدون الذين يدرسون في الاختصاصات الطبية بأوكرانيا بين الالتحاق بتربصاتهم في المؤسسات الصحية بتونس ومصيرهم الدراسي العالق الذي يفرض إتمام الجانب النظري من تكوينهم الطبي، ذلك أن عدم تمكنهم من الدراسة عن بعد يمكن أن يخلق اضطرابا في مسارهم الجامعي، وفق ما بينه الطالب في اختصاص الطب محمد عزيز العود.
واعتبر المتحدث أن إدماج هؤلاء الطلبة أمر ممكن بالنظر الى أن الإشكال يتمثل في وجود ظرف استنثائي وانساني حتّمته الحرب الدائرة هناك.
ورأى محمد عزيز العود، الذي يدرس عن بعد في السنة الرابعة باختصاص الطب العام بجامعة أوديسا الأوكرانية، أن إجراءات تمكين الطلبة من إجراء التربصات بالمؤسسات الصحية التونسية أمر جيد للطلبة العائدين لكنه اعتبر أنه من الضروري أن يترافق مع حل نهائي يتمثل في الادماج بالمؤسسات الصحية.
وأشار إلى أن مقترحات الحلول يمكن أن تشمل إجراء مناظرة للالتحاق بكليات الطب التونسية وبناء على نتائجها يقع تحديد المسار العلمي ففي حالة النجاح يلتحق الطالب بالمستوى التعليمي أقل بسنتين مما هو عليه بالجامعات الأوكرانية على اعتبار أن المتخرج من كليات الطب الأوكرانية يحتاج الى عامين لاجراء معادلة الشهادة في تونس.
وكشف أن التقديرات، تشير إلى أن عدد الطلبة في الاختصاصات الطبية المشمولين باتمام الدراسة في الاختصاصات الطبية في حدود 500 طالب ويمكن ان يتم توزيعهم على مختلف المستويات التعليمية، ملاحظا أن عدد الطلبة العائدين من الدراسة في الاختصاصات الطبية كان يبلغ أكثر من 600 وانخفض بالنظر الى تخرج دفعة منهم واختيار آخرين الالتحاق بجامعات أوروبية أخرى غير أوكرانية .
وتتباين الأرقام المقدمة حول عدد هؤلاء الطلبة، بين الوزارة من جهة التي أفادت أن عددهم يصل الى 900 وجمعية الجالية التونسية بأوكرانيا التي تشير معطياتها الى وجود 800 طالب تونسي مرسمين بجامعات تدرّس الطب في أوكرانيا.
المصدر: وات