ثقافة

الصمت .. هذا ما يصلحه في عقل الإنسان

أكدت دراسة أُجريت بكلية طب جورجيا بالولايات المتحدة إلى كون الدماغ يعمل خلال فترات الصمت على تشفير المعلومات، وأن الخلايا العصبية تعمل بشكل متواصل وإن بدت هادئة تماما مثلما يبدو سطح المحيط ساكنا بينما تتحرك مياهه باستمرار، وتؤكد الدراسة التي نشرتها مجلة “بي إن إيه إس (PNAS)” أن هذا النشاط واضح من نسبة الأكسجين التي يستخدمها الدماغ، ومن خلال تصوير نشاط الخلايا العصبية باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي، الذي يظهر انخراط الدماغ في عمل دؤوب.

وكشفت دراسة نشرتها مجلة “هارت (Heart)” أن دقيقتين من الصمت يمكن أن تحقّق استرخاء أكثر من الاستماع إلى الموسيقى الهادئة، وهو ما يظهر عند قياس ضغط الدم والدورة الدموية في الدماغ. لكن هذا ليس هو الدور الوحيد للصمت، وعلى ما يبدو فإن الدور الأكبر أنه يعيد إصلاح الضرر الناجم عن تعرضنا للضوضاء حين نضطر أن نعير انتباهنا لمدخلات متعددة ترهق أدمغتنا وتشتت انتباهنا.

ما يفعله الصمت بالدماغ؟

في عام 2011 قامت منظمة الصحة العالمية بقياس العبء الصحي الذي تدفعه أوروبا بسبب الضوضاء، لتجد أن نحو 340 مليونا من سكان أوروبا الغربية يفقدون مليون سنة من الحياة الصحية كل عام بسبب الصخب، وذكرت المنظمة أن السبب الجذري لوفاة 3000 أوروبي بأمراض القلب يعود إلى شدة الضوضاء.

وترتفع مستويات الكورتيزول ومستويات السكر في الدم، كما يرتفع ضغط الدم في الضوضاء، وعلى المدى الطويل نعاني من الإجهاد المزمن، ونصبح أكثر عرضة لمخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وتتأثر جودة النوم، وتزيد معدلات الاكتئاب واضطرابات القلق، وتتأثر سلبا قدرات الأطفال على التعلم.

كيف تستحضر الصمت؟

في مثل بيئاتنا الصاخبة، عليك أن تتحلى بالمرونة لاقتناص أوقات الصمت المتفرقة، مثل لحظات الصباح الباكر على سبيل المثال. خلال اليوم، حاول التقليل من مصادر الضوضاء التي يمكنك التحكم فيها، لا داعي إلى أن يعمل التلفزيون في الخلفية مثلا، وإن كنت تقطن في حي مليء بالضوضاء فيمكنك استخدام النوافذ محكمة الإغلاق أحيانا للحد منها، وليكن اختيار أماكن هادئة ضمن أولوياتك عند التخطيط لقضاء العطلة.

يمكن القول إن دقائق الصمت البسيطة تلك مفتاح الشفاء الذي نحتاج إليه في مواجهة التأثيرات السلبية لأسلوب حياتنا العصري، لكن تذكر أن مساحات الصمت يسهل اختراقها تماما مثلما يسهل كسر الزجاج، لذا عليك أن تنتبه إلى أنه في كل اللحظات التي تمتلك فيها خيار خرق الصمت وإضافة صوت جديد إلى البيئة أن هذا الصوت ما لم يكن ضروريا فإن حفاظك على الصمت ربما يكون هدية لنفسك أو لشخص ما لينعم بلحظات ثمينة من السلام الداخلي.

.تابعونا على :
فيسبوك .
تويتر .
يوتيوب .
تونيزيا لايف .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى